المحسن الوفي

فؤاد باضاوي

محضاراً يحلق في فضاءات الإنسانية والعطاء والأصالة وسماوات الخير والمحبة وفيا لحضرموت الحضارة والتاريخ تسكنه ويسكنها عشقا وهياما هو سليل أسرة حضرمية عريقة محافظة اهتمت بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وعلومه وبالتاريخ والثقافة والشعر والأدب وقدمت إعلاما ذاع صيتها في الداخل والخارج انطلق من مسقط رأسه منطقة "القويرة

قويرة المحاضير كما يطلق عليها نسبة لآل المحضار وهي إحدى مناطق وادي دوعن الذي ينتمي إليه أغلبية رؤوس الأموال الحضرمية إلى جانب نشر الدعوة الإسلامية في شرق آسيا
وأفريقيا ونقلت معها ثقافة حضرموت وسماحة أهلها وحبهم للسلام والمعاملة الصادقة والأمانة والاخلاق العالية
واندماجهم في المجتمعات التي هاجروا إليها طلبا للقمة العيش ولكن السيد محسن علي المحضار لم يشد الرحال إلى خارج الديار الحضرمية وفضل بدء رحلة النجاح والتجارة من موطن
العشق والجدود في السبعينيات وقصة نجاحه قصة كفاح وطموح تستحق الوقوف أمامها وتسطيرها لتكون مسارا ومنارا للأجيال القادمة.
اعترف أنني أجهل الكثير من تفاصيل حياة هذا الرجل المهمة ومادفعني لتسطير هذه الكلمات عنه الكثير من مواقفه النبيلة في الكثير من القضايا الانسانية في المجتمع الحضرمي ووفائه
الجميل لحضرموت وأهلها وحبه الكبير لأعمال الخير ودعمه للإبداع في غير مجال من مجالات الحياة وتواضعه الجم وذكره الطيب عند عامة الناس ، وشخصيا لاتربطني بالرجل صداقة
أو معرفة قوية ولكنني كنت شاهدا على الكثير من مواقفه الإنسانية الرائعة ومساعدته ودعمه في مشكلات وقضايا إنسانية كثيرة لفعل الخير بحب صادق ونفس طيبة دون البحث عن
تناولها في وسائل الإعلام وهو بذلك يطلب فضل ربه ورضاه وان يكون ذلك في ميزان حسناته ..
وأشعر أن ماخطه قلمي عن هذا الرجل ماهو إلا قطرة في بحر عطائه الجزيل ووفائه الجميل لأهله وناسه والواجب يحتم علينا أن نقول كلمة حق وأن نبرز النماذج الرائعة في حياتنا
ونستلهم قصص نجاحهم وكفاحهم ونقدم ولو الشيء القليل من سيرة حياتهم الناصعة ووفائهم النادر في زمن قل فيه الوفاء واصبح النفاق والتباهي والمظاهر الكاذبة سمته البارزة.
والسيد محسن المحضار نموذج يستحق الاحترام وماشدني أكثر للكتابه عنه الحب والتقدير الذي يكنه له أصدقاؤه أو من زاملوه  في رحلة الشقاء والتعب في تنقلاته سائقا على سيارته "
الزيزو" من وإلى العاصمة "عدن" في السبعينات حيث كانوا آنذاك ينقلون البضائع ومن ثم اشتغالهم بالبيع والشراء ..استمعت إلى حديث هؤلاء الرجال فوجدتهم يثنون عليه وعلى تواضعه
وذكائه ونشاطه وحبه لأصدقائه وكيف أنه مازال كما هو عند معرفتهم به في بداياته ولم يغيره الزمن بعد أن أصبح اسما كبيرا في عالم التجارة في حضرموت واعجبني أكثر حديث أحد
تجار  محافظة شبوة عنه وعن أخلاقه وتواضعه وحبه للخير وقال إن الله أعطاه الرزق الوفير لأنه بار بأهله ومحبا للخير ومتواضع مع الناس ولديه حس تجاري وذكاء فطري ولم يشعر
اليوم بأنه تغير عن بداية معرفته به ولم ينسى أصحابه أبدا .. ويكفي أن تسمع عند الحديث عنه أو ذكر اسمه في أي مكان أو مجلس عبارة " ونعم الرجل السيد محسن ربنا يجزيه خيرا "
والأكيد  أن الرجل وكل الصفات الطيبة يتحلى بها هي نتيجة للتنشئة الصالحة التي تشربها الرجل من والديه اللذين غرسا في داخله الحب والقيم والنبيلة والتواضع وتقوى الله وتعاليم
الإسلام الحنيف ورضا الوالدين من رضا الله والمحسن الوفي بارا بوالديه وبأهله ولم يزده النجاح إلا تواضعا وخلقا...
وماأحوجنا في حضرموت اليوم إلى أمثاله من الرجال الأوفياء في هذا الزمان الرديء وحتى لاأدخل في دائرة اللاوفاء فأنني يجب أن أشير إلى أن أيادي الخير الحضرمية كثيرة ولم تنقطع
صلتها يوما بحضرموت وأهلها وإن كانوا غادروها مهاجرين منذ عقود زمنية فمازال خيرهم دفاق وبصمات أعمالهم الخيرية واضحة في مجالات عديدة ويأتي على رأسهم الشيخ المهندس
عبدالله أحمد بقشان ومحمد حسين العمودي وبن لادن وغيرهم كثيرون من النماذج الطيبة التي لاتنسى وسيخلدها التاريخ..
وختاما اقول إن اختياري للسيد محس المحضار لكتابة مقالي هذا ماهو إلا شيء من الوفاء لمن عشق الوفاء ونسج حكاية نجاح وكفاح وعناء بكده وجده وصبره واجتهاده وإخلاصه
وتواضعه الجم وقبل ذلك اخلاقه الرفيعة.
فنعم الرجل أنت يابن حضرموت الأصيل وربنا يزيدك من نعيمه وفضله ويبقيك لحضرموت وأهلها ذخرا أيها المحسن الوفي ولتكن محضارا وحاضرا تعطر سيرتك حضرموت عشقا
ووفاء ويذكرك أهلها بكل جميل صنعته وحضرموت لاتنسى أهلها أبدا ولله درك أباعلي...

احصائيات المقال:            القراءات: 8770 الإرسال: المشاركات:
شارك المقال

معرض الصور

خدماتنا

معرض الفديو

مشاركة مجموعة المحضار في المعرض الرمضاني الكبير

11/9/2013